حسن نصير حماد أبو غليون

ولدت في بئر السبع عام 1948 م، وأحمل مؤهل دبلوم دار المعلمين عام 1970 م، وبكالوريوس تاريخ جامعة بيروت العربية،  وكذلك دبلوم دراسات عليا من الجامعة الأردنية عام 1990 م، أذكر من فلسطين أرض الأجداد وأرض المحشر والمنشر القليل حيث إن عمري لا يتجاوز ثلاث سنوات قبل الهجرة ، فالوطن غالي ولا يهون على المواطن الحر تركه، لكن هناك أسباب قاهرة جعلت أبي وأقاربي يفكرون في الهجرة مع بقية سكان فلسطين بعد تحمل الاحتلال ثلاث سنوات حتى عام 1951 م، منها الاعتداء الصهيوني على السكان صباحاً ومساءً ومصادرة أسلحتهم ومواشيهم واعتقالهم، ومن ثم قدوم المتسولين اللصوص من العرب من الأراضي المصرية بالهجوم في الليل عليهم، وأخذ أموالهم وقتل بعضهم وتهديدهم بالموت إذا بقوا .

عندها قرر أبي مع الجماعة الهجرة إلى شرق الأردن، فجهز لهم راحلة لحمل القليل على أمل العودة قريباً، حيث قام والدي بوضع جميع الأثاث والقدور والمحاريث في بئر بالقرب من حوش الدار( البايكة )، وأغلقه بشكل سري وبقي حتى فتره قريبة، وقد ذهبت أخت لي لزيارة المكان فوجدته على حاله لكن فيما بعد علمنا أن اللصوص اهتدوا للمكان وفتحوا البئر وأخرجوا ما فيه وبقيت آثار البايكة وحوشها إلى أيامنا هذه . وكان أبي يملك مناطق كثيرة من الأرض في منطقة بئر السبع، وعندي اسماؤها ووصولات دفع الضريبة عنها ، أذكر من أسمائها ( مساعد ، السلاميات ، الخليلات ، سويلمه ، بحر بلاس ، شنق ، خربة أبو غليون )

 وهاجرنا إلى الأردن في عام 1951 م، وسكنا الغور وعمان، متنقلين إلى أن استقر المقام بنا في الموقر، حيث بدأت دراستي في مدرسة الموقر التي كانت تابعه للثقافة العسكرية في تلك الأيام، وكانت هي المدرسة في المنطقة ، 

 وكان يدرس فيها معلم برتبة شاويش، وهي مكونة من غرفتين: إحداها لسكن المعلم، والأخرى للتدريس، وأصبحت حالياً مدرسة الموقر الثانوية، وكان أعلى صف منها السادس الإبتدائي، ثم انتقلت إلى مدرسة سحاب الإعدادية، حيث أنهيت الصف الثالث الإعدادي، حيث أنهيت امتحان الشهادة الإعدادية العامة، ثم نقلنا إلى الصف الأول ثانوي في مدرسة حسن البرقاوي الواقعة في جامع أبو درويش، ونتيجة لعدم وجود صف علمي  نقلت إلى كلية الحسين في جبل الحسين، إذ أنهيت الدراسة الثانوية العامة، حيث قبلت في دار المعلمين، وتخرجت فيها .

وبعد تخرجي عينت معلماً في الأغوار في مدرسة عامر بن الجراح في منطقة غور وأبي عبيدة عام 1970 م ، وبعدها نقلت إلى محافظة مأدبا وعينت في مدرسة المشيرفة الأساسية. وفي عام 1976 م نقلت إلى مدرسة الجراوين في نزهة سحاب إلى أن حصلت على إعارة للتدريس في السعودية عام 1978 م حيث خدمت في منطقة بيشة ضمن جبال عسير الصعبه في طرقها مدة خمس سنوات ، ثم عدت إلى مدرسة الجراوين في النزهة مره أخرى، حيث كانت مدرسة مستأجرة ولا مرافق متوفره ولا كهرباء ولا مياه والطرق سيئة، الأمر الذي زاد من الأعباء والجهد علي وعلى زملائي المدرسين ، وعندها ابتدأت رحلتنا في البحث والمطالبة بهذه الضروريات والنواقص في القرية، وكان معي في ذلك أخي وصديقي السيد سالم عيد أبو غليون، والسيد عواد عودة أبو الربع، وكانوا لا يقصرون في جمع الأموال من أجل تقديم الخدمات .

 وحيث إن هذه القرية كانت ناشئة، وتحتاج الى جهد من أمثال هؤلاء، فإنني أذكر من عام 1969 م أنه لا يوجد في هذه القرية ولا دار عندما أتينا عليها، حيث أول من سكن القرية أفراد قليلون، أذكر منهم الشيخ عواد عودة أبو الربع، وأقربائه ومحمد عياد أبو حميد، وأقربائه وحسن نصير أبو غليون، وعواد هدبان أبو راضي، وعلي حسين أبو غليون، وغانم موسى أبو غليون، ثم كبرت شيئاً فشيئاً حتى صارت مثل ما هي عليه الآن، وكنت عضواً فعالاً في كثير من المواقف في القرية أهمها: عضو في لجنة إعمار مسجد القرية  – لجنة إعمار المدارس لجمع التبرعات والاشتراكات من أجل شراء أرض والبناء عليها بدلاً من المدارس المستاجرة – عضو مؤسس لجمعية النزهة للتنمية – عضو لجنة توصيل المياه للقرية والمشكلة من منظمة كير العالمية – عضو لجنة توصيل الكهرباء بالتنسيق مع مجلس قروي الرقيم .

وبعد أن أنعم الله علينا بالكهرباء والماء والخدمات المختلفة أصبحت مديراً لمدرسة الجراوين، ومن ثم تم بناء المدارس، وحُلّت مشكلة الأبنية المستاجرة ، وفي عام 1994 م عينت مديراً لمدرسة محمد بن القاسم الثانوية، وكانت تضم أكثر من 1200 طالباً و60 معلماً. وكذلك حلت مشكلة مدرسة البنات حيث جمعت جميع المدارس في مدرسة واحدة سميت بمدرسة خديجة بنت خويلد .

 

في عام 2005 تم احالتي على التقاعد بعد خدمة حافله بالعطاء والمحبة لعمل الخير والمساعدة، علماً أنني خدمت في مدارس أخرى منها مدرسة أم بطمة الثانوية لواء الموقر، ومديراً لمدرسة سلبود الأساسية / سحاب ومديراً لمدرسة الخشافية / سحاب ، وبهذا أكون قد أمضيت 35 عاماً في خدمة أبنائي وأقاربي وجميع الأخيار في هذا البلد الطيب بلد أبو الحسين أدام الله عزه ، وفي الختام أدعو الله أن يتقبل أعمالنا، ويجزينا عنها خير الجزاء إنه حليم غفور  ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) صدق الله العظيم.